الفرق بين التفكير الطبيعي و التفكير الغير طبيعي (المُفرط أو المضطرب) بشكل مبسّط
🟢 التفكير الطبيعي
هدفه: حل المشكلات واتخاذ القرارات.
مدته: مؤقت، يتوقف بعد ما نلقى حل أو نقتنع بفكرة.
أثره: يخلّي الشخص أكثر إنتاجية ومرتاح نفسياً.
أمثلة:
أفكر شنو أطبخ اليوم.
أخطط لمصاريف الشهر.
أراجع قرار قبل ما أخذه
🔴 التفكير الغير طبيعي
هدفه: ما له هدف واضح، غالباً يكون قلق أو خوف زائد.
مدته: مستمر ومتكرر، حتى لو ما فيه نتيجة.
أثره: يسبب توتر، قلق، أرق، وتشتت.
أمثلة:
أكرر نفس الموقف بعقلي مئة مرة وألوم نفسي.
أخاف من المستقبل وأتوقع أسوأ شيء.
ما أقدر أنام من التفكير في كل صغيرة وكبيرة.
التفكير الغير طبيعي بمعنى أعمق هو كثرة التفكير وهي حالة عقلية يظل فيها الشخص يدور في دائرة من الأفكار والتحليلات المفرطة حول موقفٍ معيّن، سواء كان في الماضي أو المستقبل، مما يسبب له ضغطاً نفسياً وعاطفياً كبيراً. قد يبدو التفكير وسيلة للبحث عن الحلول، لكن عندما يتجاوز الحد الطبيعي يتحول إلى عائق يستهلك الطاقة ويمنع الشخص من التقدم
✅ علاماته
ـ إعادة تذكر نفس المواقف والمحادثات بشكل متكرر.
ـ توقع الأسوأ دائماً والقلق من المستقبل.
ـ صعوبة اتخاذ القرارات حتى في الأمور البسيطة.
ـ الأرق أو صعوبة النوم بسبب انشغال العقل.
ـ الشعور بالإرهاق الذهني والتشتت.
⚠️ أسبابه
القلق والتوتر: الخوف من المجهول أو من الفشل.
ضعف الثقة بالنفس: الشعور بعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح.
الخبرات السلبية السابقة: مواقف أو صدمات تجعل الشخص يعيد التفكير فيها مراراً.
المقارنات: مقارنة الذات بالآخرين بشكل مستمر.
🔴 الآثار السلبية
الإرهاق النفسي والعصبي.
ضعف التركيز والإنتاجية.
اضطرابات النوم.
زيادة احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب.
عزلة اجتماعية بسبب الانشغال الذهني المستمر
🟢 طرق عملية للتغلب عليه
الوعي بالمشكلة: أول خطوة أن تعترف أنك تفكر أكثر من اللازم.
تحديد وقت للتفكير: خصص وقتاً محدداً يومياً للتفكير في مشاكلك (مثلاً 20 دقيقة) ثم توقف.
إشغال العقل: مارس أنشطة مثل القراءة، الرياضة، أو الهوايات.
كتابة الأفكار: اكتب ما يدور في بالك، هذا يخفف من ضغطها.
التنفس والاسترخاء: تمارين التنفس العميق أو التأمل تساعد على تهدئة الذهن.
التفريق بين ما يمكنك التحكم به وما لا يمكنك: ركّز فقط على ما تستطيع تغييره.
التقليل من المقارنات: كل إنسان له ظروفه ومساره الخاص.
الامتنان: تذكّر نعم الله عليك، فهذا يحوّل التفكير من السلبي إلى الإيجابي.
طلب المساعدة: إذا وصلت لمرحلة تسبب لك المعاناة اليومية، استشارة مختص نفسي خطوة مهمة
🟢 حلول عملية للتخفيف من كثرة التفكير:
أوقف الفكرة في بدايتها
كل ما جاك موقف أو فكرة سلبية متكررة، قل لنفسك: (قف، هذا تفكير زايد) 👈 وحاول تغيّر تركيزك فوراً.
اكتب أفكارك على ورق
لما تكتب اللي في بالك، يخف الضغط، وتشوف الأمور أوضح بدل ما تظل تدور في راسك.
حدد وقت للتفكير
قل لنفسك: “بفكر في هالموضوع نصف ساعة وبعدين خلاص.” إذا رجع لعقلك بعدين، ذكّر نفسك إن وقته خلص.
ركز على الحاضر (Mindfulness)
جرّب تمارين بسيطة زي التنفس العميق:
خذ شهيق عميق 4 ثواني.
احبسه 4 ثواني.
طلّع الزفير 6 ثواني.
كررها 5 مرات، بتلاحظ هدوء سريع.
ميّز بين اللي بيدك واللي مو بيدك
أي موضوع مو بإمكانك تغييره (ماضي أو شخص أو موقف)، لا تعطيه طاقتك. ركز على الأشياء اللي تقدر تتحكم فيها.
اشغل وقتك بنشاط عملي
رياضة، قراءة، شغل بيت، تعلم شيء جديد 👈 لأن العقل لما ينشغل يقلل التفكير الزايد.
قلل المقارنات والتوقعات
تذكر إنك مو مطالب تكونين مثالي ولا تتحكم بكل شيء
✨ تمرين بسيط ينفع وقت كثرة التفكير:
قبل النوم أو إذا حسّيت نفسك غرقانة بالأفكار:
اكتب 3 أشياء كويسة صارت لك اليوم (حتى لو بسيطة).
قل الحمد لله عليها.
هذا التمرين يحوّل تركيز عقلك من السلبي إلى الإيجابي.
✨ الخلاصة
التفكير الطبيعي = وسيلة نافعة تساعدنا نعيش وننجز.
التفكير الغير طبيعي = يتحول لعبء يرهقنا ويمنعنا من الاستمتاع بالحياة.
التفكير الطبيعي يخدمك، والغير طبيعي يستنزفك.
كل ما درّبتي نفسك على إيقاف الفكرة، الكتابة، التنفس، والانشغال بالعمل بيصير عقلك يتعود بالتدريج يركز على الطبيعي.
كثرة التفكير ليست ضعفاً أو عيباً، بل هي استجابة طبيعية أحياناً للقلق أو الضغوط. لكن إذا استمرت بشكل مبالغ فيه، يجب التعامل معها بوعي وبخطوات عملية. التوازن بين التفكير واتخاذ القرار والعمل هو مفتاح راحة البال.